الجزائر

معظم الدول تحتفل باليوم العالمي لمرضى كرون إلا الجزائر

ناشد رئيس جمعية الوطنية الجزائرية لمرضى داء كرون والتقرحي، سمير فلاح، أمس، بمناسبة اليوم العالمي لمرض كرون و التقرحي الموافق لـ 19 ماي من كل سنة، رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لإعطاء هذه الفئة المبتلاة نسيبها من العناية والاهتمام، من خلال إدراج هذا الداء ضمن قائمة الأمراض التي لها الحق في تعويض الأداءات العينية بنسبة 100% لدى مصالح الضمان الاجتماعي، مع فتح مراكز مختصة بعلاج ومتابعة هؤلاء المرضى عبر كامل التراب الوطني وليس بالعاصمة فقط، بما في ذلك توفير الأدوية الخاصة بهم، والتي تعتبر نادرة ومنعدمة بأغلب صيدليات الوطن، على غرار دواء “روازا” و “إيميريل”، مع إدراج هذا الأخير ضمن قائمة الأمراض المؤدية للعجز بالنسبة للعمال والموظفين، مؤكدا في السياق ذاته، أن هؤلاء المرضى “جزائريون” كغيرهم من المرضى يعانون في بلادهم من التهميش والإقصاء والعزلة، جراء انعدام التأمين والتكفل الصحي الضروري لدعمهم في مصابهم هذا.

وأكد سمير فلاح في تصريح خص به جريدة “الوسط”، أن هذه الفئة تعاني في صمت رهيب وعزلة، وأغلب المرضى من مختلف ولايات الوطن يعانون من مضاعفات وتدهور الحالة الصحية، جراء انعدام التكفل الصحي، بحيث أن أغلبهم لا يملكون بطاقة شفاء، ومحرومون من منحة 3000 دج التي أقرتها الدولة لأصحاب الأمراض المزمنة، والتي وإن حصلوها لا تكفي حتى شراء علبة دواء لهذا المرض، خاصة أنه يعد مرض خبيث يتعرض أغلب المصابين به لاستئصال كلي للأمعاء، أين يجد المريض نفسه بين ليلة وضحاها مجبرا على تقبل والتعود على كيس الاستفراغ “لبوش كولوستومي” التي لا مفر منها، والذي يلازمه طوال حياته في بطنه لتمكينه من طرح الفضلات، بعد خضوعه لعملية جراحية كحل نهائي، معتبرا بالمناسبة، أن الكارثة الكبرى هي تصنيف مصالح الضمان الاجتماعي نسبة التعويض عن مرض كرون بنسبة 80% بدل 100%، مع العلم أن العلبة الواحدة من دواء “روازا” لعلاج المرض ثمنها 5000 دج، مضيفا أحيانا تأتينا حالات يخرج فيها المريض من عند طبيبه حاملا وصفة طبية بتكلفة 4 ملايين سنتيم، وهو لا يملك حتى ثمن تذكرة العودة إلى منزله.

وهنا اشتكى ذات المتحدث، من أن أغلب المرضى ليس لديهم الحق في الحصول على تأمين أي بطاقة شفاء، كما أن الأدوية الخاصة بعلاج مرض كرون نادرة ومنعدمة بأغلب صيدليات الوطن على غرار دواء روازا و إيميريل، مطالبا في نفس السياق، السلطات العليا في البلاد لرفع نسبة التعويض عن المرض إلى 100%، مع إدراج مرض كرون والتقرحي ضمن الأمراض المؤدية إلى العجز بالنسبة لفئة العمال والموظفين، لأن غالبيتهم تعرض لاستئصال كلي للجهاز الهضمي ويعانون من مضاعفات عديدة نتيجة ذلك، بما في ذلك ضرورة فتح مراكز مختصة بعلاج ومتابعة المرضى عبر كامل التراب الوطني وليس بالعاصمة فقط.

 

معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بسرطان القولون

 

وبخصوص جهل الكثيرين بهذا الداء، أفصح سمير فلاح، أن الناس حقيقة لا يفرقون بين كرون اسم المرض و كرونيك بمعنى مزمن، قائلا: “مرضانا لما يذهبون لمصلحة الشؤون الاجتماعية التابعة لبلديتهم للاستفادة من بطاقة شفاء و منحة  3000 دينار التي تمنحها الدولة لأصحاب الأمراض المزمنة والعجزة يقولون لهم ما هذا المرض وما معناه وأنهم غير معنيين بالمنحة والتعويضات”، وكأنهم يدعون المرض وهذا أمر مؤلم ومؤذ نفسيا لهؤلاء المرضى، الذين لم ينالوا حتى اعتراف الجهات الوصية، موضحا بالمقابل، أن الأطباء يعرفون مرض كرون والتقرحي على أنه التهاب مزمن في الأمعاء، ويمكن أن يصيب الجهاز الهضمي بأكمله أي من الفم إلى الشرج، وفي أغلب الحالات تظهر هذه الالتهابات في الأمعاء الغليظة والدقيقة، مشيرا أنه عادة ما يتطور المرض على شكل مراحل ما يعني أن كل أعراض الإصابة به تظهر على شكل دفعات أيضا، وهو ما يزيد صعوبة تشخيصه من قبل الأطباء، لأن أعراضه تتفاوت بين ألم حاد بالبطن والإسهال الذي قد يكون مصحوب بالدماء أحيانا، وارتفاع شديد في درجة الحرارة وفقدان الوزن، كما أن من بين مضاعفاته الخطيرة الإصابة بأمراض أخرى كفقر الدم والطفح الجلدي والتهاب العين، ناهيك عن التهاب المفاصل والإجهاد والتعب والخمول، ما يجعلهم معرضين أكثر من غيرهم للإصابة بسرطان القولون.

 

 حان الأوان لدق ناقوس الخطر بعد تفشي المرض وسط الأطفال والشباب 

 

وهنا أضاف نفس المصدر، أن داء كرون هو مرض مزمن ومصنف ضمن الأمراض الانتكاسية، إذ يمارس ما يسمى بالسبات حيث يختفي لأسابيع وأشهر وأحيانا لسنوات، ثم يعود للظهور من جديد على شكل هجمات تدخل المريض في غيبوبة، وهذا ما زاد من صعوبة التشخيص في المراحل الأولى لتفادي مضاعفاته الخطيرة ، دون تجاهل المعاناة النفسية التي يتعرض لها أغلب المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية، ويميلون للعزلة ويعيشون في خوف وتوتر دائم وأحيانا حالات اكتئاب شديد، جراء الهجمات المتكررة في حالة ثوران ونشاط المرض، نتيجة عدم تقبلهم الواقع الذين يعيشون فيه، منوها أن هذا المرض قد عرف في الجزائر انتشارا ملحوظا وتزايد مستمرا، إذ سجلت جمعيتنا بولاية وهران فقط 1050 حالة إصابة مؤكدة، كما لاحظوا مؤخرا إصابات عند الأطفال الصغار من سنة إلى سنتين، مما أوقع الأطباء المختصين في حيرة، حيث تخوف أعرب أغلبهم عن تخوفهم من تفشي المرض لدى الأطفال، لأنه لم يكن موجودا من قبل وليس لديهم معلومات كافية عنه، باعتباره مرضا دخيلا.

 

التقينا مستشار رئيس الجمهورية ووعدنا بحلول 

 

كما شكر سمير فلاح في سياق حديثه مع “الوسط”عيسى بلخضر، المستشار الخاص لرئيس الجمهورية، الذي استقبلهم بمقررئاسة الجمهورية بتاريخ 16مارس المنصرم، والذي تسلم منهم المطالب وقال أنها مشروعة، مثمنا تعاطفه مع هذه الفئة والذي أبدى اندهاشه لحجم ومعاناة هؤلاء المرضى، خاصة لما علم أنه يصيب فئة الشباب من المراهقة إلى سن 35 سنة، أين أبدى استعداده التام لمرافقتهم ووعدهم بحلول في أقرب الآجال.

 

مريم خميسة 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى